الخميس، 26 مارس 2020

ثلاثة إصدارات جديدة في أدب الطفل للكاتب فهد السعيدي بالتزامن مع معرض مسقط الدولي للكتاب 2020

يعد أدب الطفل من المجالات الإبداعية الناشئة في السلطنة والذي زاد الاهتمام به في السنوات العشر الأخيرة، مع تزايد أعداد المهتمين بالكتابة والترجمة في هذا المجال. ويعتبر الكاتب والمترجم فهد السعيدي أحد المهتمين الذين عملوا على ترجمة روايات من الأدب العالمي إلى اللغة العربية في مجال أدب الطفل، حيث قام بتأسيس مكتبة خاصة بذلك أسماها “مكتبة البطريق” وهي متخصصة في مجال أدب الطفل، وقد أصدر خلال هذا العام ثلاثة إصدارات جديدة وهي رواية “رحلات الطبيب ابن قصير”، وقصة “صندوق زمجر العجيب”، وقصة “لغز شرشير المحير”، وفي التقرير التالي مزيد من التفاصيل عن هذه الإصدارات التي ستتوفر في نسخة هذا العام من معرض مسقط الدولي للكتاب.
يتمثل الإصدار الأول من إصدارات السعيدي لعام 2020 في ترجمة رواية “رحلات الطبيب ابن قصير” لمؤلفها هيو لوفتن، والتي جاءت تخاطب فئة الأطفال من عمر 9-15 سنوات، حيث تعد إحدى القصص الكلاسيكيّة العالمية بعد قصة (أَلِس في بلاد العجائب)، و(حكيم بلاد أوز العجيب)، وهي القصة الثانية للمؤلف بعد (قصة الطبيب ابن قصيّر) التي ترجمها السعيدي سابقا، والتي فازت بجائزة (نيوبيري) الأمريكية لأدب الأطفال؛ وذلك تقديرًا واعترافًا بأصالة القصّة، وحبكتها الرائعة، وهدفها السامي في تعليم الأطفال واليافعين رحمة الحيوانات، والرّفق بها، ومعاملتها بالطريقة اللائقة. 


وحول تفاصيل القصة يشير السعيدي إلى أن أحد شخوصها ” الطبيب” يبحر في البحار العاتية في أكثر المغامرات إدهاشا، التي لم يقم بها أحد من الناس أو الحيوانات من قبل، ويحكيها طفل يدعى “ناصر الباسلي”، الذي يبلغ من العمر تسع سنوات ونصف، وهو أحد أفراد الطاقم، وعالم طبيعة في المستقبل. وينطلق الطبيب مع مجموعة من أصدقائه: درة الببغاء، وشيشي القرد، وناصر الباسلي الطفل، وبلال الطالب في (جامعة الحكمة) في مغامرة عجيبة تقودهم إلى جزيرة (القرد العنكبوت). وبمساعدة أصدقائه المخلصين ينجو من العاصفة الرهيبة التي حطَّمتْ سفينته، ويحط على الجزيرة الطافية الغامضة، وهناك يلتقي بالحلزون الزجاجي العظيم العجيب الذي يملك الحل لأبرز تحديات المغامرة.
أما الإصدار الثاني فيتمثل في قصة صندوق زمجر العجيب التي جاءت مخصصة لفئة الأطفال من عمر 6-9 سنوات، يخاطب فيها السعيدي أهم جانب من حياة الطفل المسلم ألا وهو القرآن الكريم، الذي صوره ضمن محتوى القصة على أنه كنز كل مسلم يجب أن تترسخ قيمته عند الطفل منذ الصغر. وتمتاز القصة باحتوائها على لغز يناسب المستوى الإدراكي لدى الطفل، على اعتبار أن الألغاز تثير فضول الطفل، لذلك تم استخدامها في القصة بشكل واضح يثير اهتمام وانتباه القارئ.


ويركز الإصدار الثالث المتمثل في قصة “لغز شرشير المحير” على آلية تعليم الطفل أهمية تنظيم الوقت، وكيفية إمكانية تدخل العقل أثناء النوم في بعض الأحيان لمساعدتنا في حل المشاكل الحياتية. وحرص السعيدي في تأليفه للقصة بأن تكون مميزة من الناحية الأسلوبية من خلال تضمينها ظاهرة التكرار اللغوي المفضل عند الأطفال وجعلها ذات حبكة تشجع الطفل على مواصلة قراءتها حتى النهاية. 


ويشير السعيدي إلى أنه من خلال اهتمامه بمجال أدب الطفل ونشره وترجمته ل 21 قصة لفئة الأطفال من عمر 6-9 سنوات، ونشر وترجمة 5 روايات للفئة من عمر 9-15 سنة، يهدف إلى تنمية الأطفال ورعايتهم بدنيا وفكريا كون أن ذلك يعد من المتطلبات الأساسية في التربية الحديثة، مؤكدا أن أي تنمية ثقافية تتجاهل أدب الأطفال أو تهمله تعد غير شاملة وبحاجة إلى إعادة نظر.